17 مايو 2012

آال عمران (3)

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  200
 يا أيها اللذين آمنوا ,
نقول نحن :  لبيك ربنا 
هل تريدون الفلاح أى الفوز والنجاح فى الدنيا و الاخرة؟
نعم نريد فماذا نفعل ؟
 ____________________
ترد علينا الأيه الكريمة بالجواب :
  اصبروا.... أى نتحمل ما نراه من متاعب  الحياة  فى مشوار حياتنا تجاه أهدافنا ,فمن منا يسير بلا عراقيل او متاعب !! ...
تلك من أمور الحياة المتكررة التى تجعل من نفوسنا قوية وعلى قدر عظم الإبتلاء على قدر ما أنت ستصبح عظيم فى حياتك, فكل صعب يعلمك السهولة فى الحياة وكل سهل يجعل فى حياتك الصعاب احيانا, فلا يعلمك إلا الشديد ولا يخدع نفوسنا إلا كل ما هو سهل رخيص, لذلك إذا صبرنا سوف نحصل على خلاصنا ...سوف نصبح أقوى ...سنحقق أحلامنا فلا هزيمة ولا انكسار بل صبر على كل شديد حتى نخرج  بكل جديد يعلمنا ويرقى أنفسنا ويزهد روحنا ..

وصابروا .... استمروا فى صبركم "الإستمرارية " دوام الصبر كأنه طريق طويل تسير عليه حتى تصل الى نقطة النهاية... أى كأنه" سبحة" فى يدك تمسك بها فى كل مشوار حياتك  وعندما يشتدد عليك الامر تضغط عليها حتى تذكر بربك بحلمك بهدفك فلا تدع الصبر ينفد من يدك لأنه لو نفد ستنفد أحلامك وترضخ للأمر الواقع وتصبح مجرد كائن ...او بمعنى أوضح كائن مجرد  .

ورابطوا .... الرباط الذى نربط به على تلك الحزمة من الطاقات المعنويه الداخليه ونكمل طريقنا به,رابط.... تمسك بحلمك,  فمعك الصبر بالإضافه الى حلمك, رابط عليهما ولا تجعل الحلم يخرج منه الصبر ولا الصبر يجذع منه الحلم بل رابط عليها بتلك الروابط المحمودة بكل ما هو طيب  ..رابط أى اجعل لنفسك رابط بالله وكل ما هو تابع لله بكل شخص صالح بكل شئ نافع بكل جماعة طيبة رابط واربط نفسك بالصالحين والمحبوبين من الله ولله حياتهم أربط نفسك بالله عز وجل.

واتقوا الله .... ببساطة أجعلوا أحلامكم وأهدافكم لوجه الله ,خالصه لله, خااااافوا الله  , من أجل الله عاملوا البشر كل البشر معاملة تليق بأنك عابد لله تحت أمر الله .


لعلكم تفلحون ...إذا فعلنا  


لذلك قواعد الفلاح هنا :
1 - تحمل المتاعب من أجل إكمال الطريق وتحقيق الأهداف 
2- الإستمرار , استمر استمر استمر , فهذا هو الطريق الوحيد الذى ستصل به ,لكل طريق بداية ونهاية ولا تصل الى النهاية إلا اذا أكملت الطريق أى استمريت فى المضى نحوه .
3- عدم التخلى عن حلمك  فأنت يجب ان تربط على مبادئك وأحلامك بالصبر والإستمرار 

حى على الفلاح 
فكرية مصطفى محمود

16 مايو 2012

آل عمران (2)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )130*

يا أيها الذين آمنوا أى نحن هؤلاء الذين نؤمن بك يا ربنا 
فما الذى تنهانا عنه ؟؟؟


الله عز وجل يأمر عباده أن لا يأكلوا الربا  وكلمه ربا تعنى الزيادة ولكن هنا الزيادة غير المحموده فالله عز وجل قد وعدنا بالربا فى قوله (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ). [البقرة: 276]. فإذا أردت ربا أى زياده فى رزقك الله يربى عباده من فضله العظيم ...
   بمعنى أخر طلب الزياده من غير الله  ربا فإذا أردت الزياده أعمل مع الله لأنه وحده سبحانه وتعالى الذى يزيدك من فضله ويعطيك البركة فى رزقك ولكن اذا فعلت الربا مع البشر فأنت بذلك :
* تجعل  على الإنسان عبئ الديون  واصلا ديننا يحث على تفريج كرب الأخرين  ,عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة " فكيف يكون منا مرابى !!!!! ديننا  غير متناقض  قواعده واضحة ليس فيه تحايل ولا تغافل فكل أمر أمرنا الله به حقا من أجل نفع لنا .

لذلك إذا أردت الزيادة فعليك بالبديل  وهو القرض الحسن " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون ( 245 )البقرة 
 هذا هو الربا المحمود حقا و التجارة الرابحة لأنك بذلك تكون قد ساعدت فى تفريج هم إنسان وغير ذلك انت ساعدته على العمل وكان لك دور فى تحريك دورة الحياة ومن خلال تلك الدورة الله عز وجل  يعد لك أجرك المضاعف  فقرضك الحسن تسبب فى فتح ورزق وعمل لأشخاص عديدة والله عز وجل عادل يعطى كل إنسان أجره وبكرم كبير من فضله العظيم  .


لذلك نجد فى تلك الاية قاعدة هامه من قواعد الفلاح وهى :
 ***تحريك عجلة الإنتاج بأن تعطى الناس الأموال لكى يعملوا ويفتحوا بيوت وبيوت بسبب مالك وبهذا تجد الله عز وجل يعطيك أجر مضاعف عن كل بيت كان مالك سبب فى اطعام أهله 
 ولا تكون ممن يثقل على الناس بالديون فهذا ليس من قواعد الفلاح 


*** اتقوا الله ....اى عاملوا الله فى حياتكم اعطوا لله وافعلوا لله واسألوا الله ليس أحد سواه

حى على الفلاح 






 

11 مايو 2012

الفلاح فى آل عمران "1"


"وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" 104

هنا من هم المفلحون ؟ هم أصحاب تلك الصفات 
1: الدعوه الى الخير: أى بكل كلمة طيبه بكل فعل حسن بكل تحريض على الصواب ليس على الخبث والمؤامره يقصد بالخير  هنا كل الأعمال التى هى دون السوء فى القول والعمل 


2: يأمرون بالمعروف : وما هو المعروف؟ يطلق المعروف على كل ما تعرفه النفس من الخير، وتطمئن إليه، فهو معروف بين الناس لا ينكرونه. وقيل: هو ما عرف حسنه شرعاً وعقلاً.‏ ‎‎
اى لا يخضون الطرف عن الصواب المتعارف فهناك فى عصرنا ومعظم  الشعوب نرى من هم يتجاوزون عن المعروف من أجل شخص ما او هدف ما اجتماعى  فيكسروا القواعد من أجل اهدافهم الشخصيه أو من أجل هوى نفس تجاه أحد وهذا غير  معروف فى الأمر بالمعروف .

3:ينهون عن المنكر : ضد المعروف، وهو ما عرف قبحه شرعاً وعقلاً وسمّي منكراً، لأن أهل الأيمان ينكرونه ويستعظمون فعله.‏


لذلك نتعلم من تلك الرسالة ان الفلاح يتحقق اذا 
*كنت تقول الخير بقولك وعملك وتفعل كل ما هو به خير لك ولغيرك .

*اذا كنت قوى لا تخاف إلا الله  تقول  المعروف ولا تنكر الحق ابدا مهما كان الامر حيوى وضرورى لك فأنت لا  تريد إلا رضى الله ولا تخاف من ان تفقد أى شئ لأن الله هدفك .

 *تنهى عن المنكر تقف امام الظلم ولا تخاف  ولا تشارك فيه فأنت تنهى عنه وتنهى النفس عنه ايضا  فما يسير عليك يسير على غيرك .



 ومتى يتحقق هذا فعلا؟؟؟ إذا توحدنا وكنا معتصمين بحبل الله جميعا فالفرقة هى سبب فى سلب هذا الفلاح من نفوسنا ولكن اذا توحدنا سترتفع نسبة هذا الجوهر الفلاحى من الأمر بالمعروف والنهى عن المكنر  لذلك نجد أن الأيه التى لحقت بها هى "وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ"

توحدوا لتفلحوا  ولتقدروا على قول المعروف والنهى عن المنكر وبمها تكونوا أمة تدعون الى الخير حقاً.